العرض في الرئيسةفضاء حر

عن روح اليمني المتقدة رغم الحروب واستفزاز فاقدي الوعي

يمنات

جلال حنداد

من خرج من جلده جاف* – (مثل شعبي يمني) 

مستفزون ومثيرون للغثيان وفاقدون للوعي الوطني وعنصر الانتماء الحقيقي أولئك الذين يصفوا شعبنا اليمني وهم منا بخطاباتهم أو كتاباتهم قائلين: (نحن شعب سيء – متخلف – حقير – حق صميل – نستاهل ماحل بنا…) وغير ذلك من الاوصاف النابية التي تدمي وجدانك، وتجرح كبريائك كيمني..!!

يا هؤلاء ان ماتقولوه استثناءات ومعطيات عارضة في عجلة تاريخنا، ولو لديكم عمق إنساني معرفي وقدرة في قراءة وفهم واستيعاب خصائص ومميزات المجتمعات من منظور بحثي ومعرفي ونفسي وسيكولوجي للشخصية الجمعية وروح الشعوب.

ولو خبرتم وجربتم معايشة شعوب أخرى تمر بأقل مما نمر به من محنة.. لعرفتم حقيقة معدن وجوهر هذا الشعب وخجلتم من انفسكم على ماتقوله فيه..!!

الشخصية والروح اليمنية عموما وعبر المراحل التاريخية وما زالت شخصية متقدة الروح لماحة الفهم، يقظة الضمير متوثبة التفاعل الإيجابي سوية المعشر متصالحة مع الذات ومع الآخر.

وما زالت تتمتع بكثيييير من القيم والمثل والأخلاق الإنسانية النبيلة رغم هذه الصعوبات، وتلك حقائق لا تجدها متوفرة في كثير من شعوب الأرض مجتمعة..! 

هناك شعوب كبيرة وتحسب متحضرة ومتمدينة لو تمر بنصف معاناتنا ستفقد كل قيمها وروابطها وترهن كل مقدراتها..!! هل تعلموا أننا منذ 1400 سنة وحتى اليوم لم نعش خمسين عام متصلة بلا حروب، إلا في فترات قليلة لا تذكر. اليمني مشكلته في من يحكمه سياسيا. 

وخضوعنا لظلم الحاكم المستبد اليوم هو نتيجة لمجموعة من التراكمات والمعطيات التي اشتغلت عليها النخب السياسية بأدوات الدولة، وغذتها تجاذبات صراعية في المنطقة منذ خمسة عقود، ونتيجة لذلك ولفشل الحوامل والمكونات السياسية التي ادارة المشهد السياسي في السلطة والمعارضة معا. تعثرنا سياسيا.. 

ولتعلموا أنه ليس بمقدور أي شعب وفق معطيات عالمنا المعاصر انجاز مشروع نهضوي وتقدمي بدون حوامل سياسية تنتظم فيها جهوده وفعالياته وطاقاته، وهذا ما نفتقده ونعوزه اليوم، وقريبا ستختمر معاناتنا وبقوة التاريخ سنعيد تصويب مسار ما هو سياسي ولو بعد حين.

لكن رغم تعثرنا فيما هو سياسي لم يفقد اليمني خصاله وقيمه ومميزاته في ماهو انساني واجتماعي واعتباري..! هل تعلموا ان هذه الـ 14 سنة حرب، واليمني فيها يعيش في كنف امنه المجتمعي، لا في أمن الدولة ومعتمد على اقتصاده الفردي والعائلي التكافلي، لا على مالية الدولة ووووو الخ كثير من الأشياء التي لا حصر لها…!!

اعيدوا التفكير فيما تقولوه ياهؤلاء، وثقوا ان هذا الشعب لو توفرت له عناصر السلم وأدوات الحكم الرشيد لثلاثة عقود فقط وحقق من الرفاة اقل بكثير مما لدى غيره، لتصدرنا المنطقة في الريادة والثقل والعطاء الإبداعي والانساني..!!

* جاف ..اي اصبح جيفة

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى